افتتح نائب رئيس الجامعة الأردنية لشؤون الجودة والبحث العلمي الدكتور محمد البطش ، المؤتمر الدولي لتعليم اللغة العربية، حيث بين بكلمة إفتتاحية إن المقصود بمهارات اللغة هو تحدث الطالب اللغة العربية بفصاحة، وفهم ما يسمعه ويستطيع القراءة والكتابة الجيدة بأسلوب عربي فصيح، مشيرين إلى أن هذا الأسلوب له معايير رتبها الاتحاد الأوروبي بمستويات، وهي: الابتدائي والمتوسط والمتقدم.
أكد مشاركون في المؤتمر الدولي الثاني لتعليم اللغة العربية، بعنوان “دور المهارات اللغوية في تعليم اللغة” أن ضعف أبناء العربية في لغتهم يرجع لضعف التأسيس اللغوي لطالب المراحل الابتدائية.
ودعوا، الى ضرورة التفكير في تعليم اللغة العربية باستخدام الأساليب الحديثة، مبينين أن معايير تعليم اللغات أصبح ضمن أطر وطرق عالمية متفق عليها، كالإطار الأوروبي المشترك لتعليم اللغات الذي يستند الى تصميم مهارات اللغة.
وشددوا على ضرورة وجود اختبارات تحدد الكفاءة اللغوية لكل دارسي اللغة العربية في البلاد العربية كامتحانات التوفل والآيلتس في اللغة الانجليزية وتكون معترف بها دوليا، الى جانبايجاد مناهج جديدة تركز على وظيفية النحو والمهارات وعملية التواصل بمختلف أشكاله.
كما دعوا إلى ضرورة أتباع سياسة عادلة في التعليم تتيح لكل طفل التعلم بطرق حديثة، وعلى مدرسين أكفاء، ومحاولة تبادل الخبرات مع دول لديها ذات التجارب والمعضلات ونجحت بتجاوزها، وكذلك الاستفادة من المناهج والنظريات المطبقة والناجحة في الدول العربية.
وأشاروا إلى أن ابتعاد أبناء العربية عن اللغة الفصيحة يرجع للجفاف في مناهج التعليم اللغة العربية باعتبارها قديمة وتحتاج للتطوير بما يتناسب مع اهتمامات الطلاب واحتياجاتهم.
واكدوا الى ضرورة رفع سوية تعليم اللغة العربية لأبنائها والناطقين بغيرها إلى أن العالم يشهد إقبالا على تعلم اللغة العربية لمعرفة ثقافة هذه اللغة ويعتبرونها مفيدة لهم ثقافيا وحضاريا، منوهين إلى أن هناك أساليب تستخدم في تدريس اللغة العربية لغير الناطقين بها سيكون لها تأثير على مناهج تدريس العربية لأبنائها.
وقال مدير مركز اللغات الدكتور محمد القضاة إن المؤتمر، الذي يستمر ليومين، يتناول واحدة من أكثر القضايا أهمية، وهي دور المهارات اللغوية في تعليم اللغة، محاور لغوية وتربوية، مبينا أن أهمية المؤتمر تتأتى من موضوعه ومن الأقبال على المشاركة فيه، مما يعني أهميته في سياق تعليم اللغة من جهة ويعكس اهتمام الجامعة الأردنية باللغة العربية من جهة أخرى.
وأشار إلى أن واقع اللغة العربية يشهد إقبالا كبيرا بازدياد عدد الطلبة الذين كانوا يدرسون العربية في الولايات المتحدة الأمريكية من 3500 طالب عام 1999 إلى 48700 عام 2015 ما يعني أن العربية بخير لاسيما وانها أصبحت اللغة الخامسة على مستوى العالم.
وبين أن المركز يستقبل سنويا أكثر من إلف طالب من أكثر من 80 دولة يأتون لتعلم العربية مما يعني أن الأردن أصبح قبلة في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها.
وقال مندوب رئيس الجامعة رئيس مجلس مركز اللغات الدكتور محمد البطش إن موضوع المؤتمر يشكل أهمية قصوى لاهتمامه باللغة العربية وتعلمها وتعليمها، مبينا أن تعليم اللغة العربية يحظى بمكانة خاصة من الأهمية في الجامعة ومركز اللغات على وجه الخصوص، لاسيماوانها لغة القرآن الكريم الذي يحرص جميع المسلمين في العالم على بقائها حية ومألوفة.
وأضاف: أن اختيار إدارة مركز اللغات ومجلسه لموضوع تعلم المهارات اللغوية يأتي إضافة لسياق الأهمية للغة العربية وتعلمها وتعليمها على أمل التوصل لأفضل الطرق والوسائل لتعلمها واكتساب مهاراتها للحفاظ عليها حية تواكب تطورات العصر .
وبين البطش، أن اللغة بخصائصها التفاعلية والتداولية والتواصلية كائن حي متنام وله خصائصه التطورية، وروحه الدافعة والمحركة للنشاط الفكري والعقلي للانسان، والدالة على قدراته النقدية والحوارية والابداعية،مثلما هي أداته المثلى في تنمية العلاقات الاجتماعية والانسانية والحضارية وتسخير الكون والتحكم به.
وتناولت الجلسة الأولى للمؤتمر التي ترأسها الدكتور صلاح جرار ورقة بحثية للدكتور محمود البطل بعنوان “دور المهارات اللغوية في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها” بينما تناولت الجلسة الثانية التي ترأسها الدكتور محمود البطل بعنوان “المهارات اللغوية في تعليم العربية للناطقين بغيرها” ورقة بحثية للدكتور حسين الخفيفي من أمريكا بعنوان: ” تقييم المهارات اللغوية في المناهج المعدة لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها” وورقة بحثية للدكتورة فاطمة بنت ناصر المخيني من دولة الامارات بعنوان: ” المدخل التكاملي في تعليم المهارات اللغوية”.
وقدمت في المؤتمرايضا ورقة بحثية للدكتور خالد أبو عمشة من الأردن بعنوان “تدريس مهارات العربية وفق مبدأ المهام أو الوظائف اللغوية” وورقة للدكتور محمد محي الدين من جامعة دار السلام بسلطنة بروناي بعنوان” تعليم اللغة العربية للمبتدئين وفقا لأهداف الاطار الأوروبي المشترك لتعليم اللغات من خلال الالعاب الإلكترونية” بالإضافة إلى ورقة بحثية للدكتورة هيام المعمري من الامارات بعنوان ” دور المهارات اللغوية في تعليم اللغة: تدريس مهارات الاتصال في اللغة العربية أنموذجا”.
كذلك ورقة بحثية للدكتور تيسير الزيادات والدكتورة عبلة الشرعة من تركيا بعنوان “ضعف التعبير الشفوي في اللغة العربية عند الطلبة الأتراك وطرائق معالجتها جامعة شرناق أنموذجا” وورقة للاستاذة حفصة العقعاق من الجزائر بعنوان” مهارات تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها: الجزائر نموذجا” وتناولت الجلسة الثالثة بعنوان ” تعليم النحو والصرف للناطقين بالعربية وبغيرها وظيفيا” التي ترأسها الدكتور نهاد الموسى من الأردن ورقة بحثية للدكتورة سهى نعجة والدكتورة حنان عمايرة بعنوان “تعليم النحو العربي في المتطلبات الجامعة، مقاربة وظيفية” وورقة بحثية للدكتورة حمدة بنت حامد الجابري من السعودية بعنوان “دور النحو في تعليم المهارات اللغوية”.
وورقة بحثية للأستاذ عتابي بن شرقي من الجزائر بعنوان “قانون البنية العاملية ودوره في تعليم اللغة العربية، بالإضافة إلى ورقة بحثية للأستاذة نسيبة جماد والأستاذ قدوري يوسف من الجزائر بعنوان “القواعد العصبية لتعلم اللغات”.
كذلك ورقة بحثية للمدرسة دلال العساف بعنوان “استثمار العامية الأردنية في تعليم الصرفية العربية في الفصحى “اسم الفاعل نموذجا” وورقة للباحث ناصر شعيب من نيجيريا بعنوان ” العيوب النطقية في الأصوات اللغوية بين لهجة ومرض وإهمال” بالإضافة إلى ورقة بحثية للدكتور عمار ساسي من الجزائر بعنوان: ” اللسان العربي للأعاجم- تجربة وآلية- الطلبة الافارقة جامعة البليدة.
وفي نهاية افتتاح المؤتمر، كرمت اللجنة التحضيرية الدكتور محمود البطل لدوره الكبير في تعليم اللغة العربية وانتشارها، وادارته لأكثر من برنامج لتعليم اللغة العربية في موبري وتكساس وايموري والقاهرة.