انعقدت الدورة الأولى للمسابقة الوطنية الصينية للمحاضرات الذهبية في اللغة العربية في جامعة الدراسات الأجنبية ببكين يومي الاثنين والثلاثاء من هذا الأسبوع، حيث شارك فيها نحو 30 أستاذا وأستاذة من مختلف الجامعات والمعاهد في أنحاء الصين.
وتهدف المسابقة إلى تعزيز التعاون بين الجامعات والتبادلات بين أساتذتها في أنحاء البلاد لتحسين المستوى التعليمي لتخصص اللغة العربية وآدابها، حسبما ذكرت الهيئة المنظمة للمسابقة.
وأوضح الأستاذ الدكتور لوه لين، مدير اللجنة التوجيهية لتخصص اللغة العربية التابعة لوزارة التربية والتعليم الصينية وهو أيضا عضو لجنة التحكيم في المسابقة، أن هذه المسابقة وفرت منصة جيدة ليتبادل الأساتذة الصينيون الخبرات التدريسية في تخصص اللغة العربية، فضلا عن مساهمتها في بناء جيل جديد ممتاز من الأساتذة الشباب من خلال مشاركتهم في هذه المنافسة القوية، ما يضع أساسا ثابتا لتعليم تخصص اللغة العربية في الصين ويجلب أملا جديدا أيضا في تربية المزيد من الأكفاء المتفوقين في اللغة العربية والمجالات المعنية.
وتزامنا مع المسابقة، أقيم المنتدى الوطني الثالث لتخصص اللغة العربية وآدابها تحت إشراف اللجنة التوجيهية في نفس الجامعة بحضور عدد كبير من الخبراء والأساتذة في تخصص اللغة العربية من مختلف الجامعات والمعاهد في أنحاء البلاد، حيث تشاركوا الخبرات المفيدة وتشاوروا حول التحديات والصعوبات التي تواجه تدريس اللغة العربية وبحثوا سبل تحديث المحتوى الدراسي وتطوير وسائل التعليم لتلبية احتياجات الطلبة الجدد على نحو يتماشى مع التنمية الاجتماعية.
وقال الأستاذ الدكتور تشو ليه، الرئيس السابق لجامعة الدراسات الدولية ببكين، إنه مع البناء المستمر لمبادرة الحزام والطريق وتوسع التبادل والتعاون بين الصين والدول العربية في كافة المجالات، يزداد الطلب على الخريجين الذين يجيدون اللغة العربية، ما يحتم على المدرسين تحسين مستوى تدريسهم للغة، وهو ما يتيح أيضا فرصة تنموية لتخصص اللغة العربية في الصين.
وفي هذا السياق، شهد تخصص اللغة العربية وآدابها في الصين تطورا سريعا خلال السنوات الأخيرة، حتى أصبح هذا التخصص يلقى إقبالا أكثر بين الطلبة الصينيين، وارتفع عدد الجامعات والمعاهد التي تدرس اللغة العربية إلى أكثر من خمسين، بينما يتخرج حوالي ألف طالب متخصص في اللغة العربية وآدابها في الجامعات والمعاهد الصينية بشكل سنوي، حسبما قالت الأستاذة الدكتورة تشانغ هونغ يي، العميدة السابقة لكلية اللغة العربية بجامعة الدراسات الدولية ببكين.
وقال الأستاذ الدكتور ليو شين لو، نائب عميد كلية الدراسات العربية بجامعة الدراسات الأجنبية ببكين، إن تخصص اللغة العربية وآدابها تم تطويره تزامنا مع تطور العلاقات الدبلوماسية بين الصين والدول العربية، اذ تأسست كليته في عام 1958، بعد سنتين من تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الصين ومصر، مضيفا أن الكلية تحتضن الآن 18 أستاذا ونحو 300 طالب، مؤكدا أن الخريجين يجدون فرص عمل أكثر عددا وتنوعا في الوقت الراهن مع تطور العلاقات الصينية العربية حكومياً وشعبياً، ما يساهم في تعزيز العلاقات الودية والتقارب بين الأمتين الصينية والعربية.
المصدر: موقع صحيفة الشعب الصينية