نظم قسم اللغة العربية في جامعة قطر يوم اللغة العربية الثامن، تحت شعار: “اللغة العربية بين الانتشار والانحسار”، يوم الثلاثاء الموافق 20 ديسمبر 2016، بحضور الدكتور حسن راشد الدرهم رئيس جامعة قطر، والدكتور راشد الكواري عميد كلية الآداب والعلوم في جامعة قطر، والدكتور مصطفى السواق مدير عام شبكة الجزيرة الإعلامية ضيف شرف الحفل والدكتورة مريم النعيمي رئيس قسم اللغة العربية، والدكتور عبدالله عبدالرحمن مدير مركز اللغة العربية لغير الناطقين بها، وطلبة قسم اللغة العربية وطلبة مركز اللغة العربية لغير الناطقين بها.
وقد تضمنت الاحتفالية عددا من الأنشطة والعروض والقراءات الأدبية التي قامت بها طالبات قسم اللغة العربية بإشراف أساتذة القسم، ومن هذه الأنشطة: العرض الحي “ماذا يفعل الأصفر في نافذتك؟”، وفقرة “في رحيل فاروق شوشة تحية ووفاء”، وعرض “تجرِبة الكتاب الذكي”، وعرض “الدمى” لمركز الطفولة المبكرة، وعرض تجارِب لطلبة من مركز اللغة العربية لغير الناطقين بها. كما تم في هذا الحفل تكريم الطلبة المدرجة أسمائهم على قائمة العميد، وتكريم الفائزات في المسابقة الثقافية.
وقال الدكتور حسن الدرهم: “حين تحتفل جامعة قطر بيومٍ للغة العربية، فإنها تحتفي بقيَمِها، وعراقتِها، وأمتِها، ووطنيَّتِها. هذه المناسبة في رُؤيتنا هي أكبر من مجرد احتفالٍ؛ لأنها عهدٌ نجدِّدُه، ومِيثاقٌ نُبقيهِ نُصْبَ أعيُنِنا. وخاصة أنه يتوازى مع مناسبة عزيزة علينا جميعا هي (العيدُ الوطني) لدولة قطر، لنؤكد لمجتمع الجامعة، طلابا وطالبات وأساتذة وإداريين، أننا نسعى بجد نحو تشييد المعنى والمبنى معا، ولهذا نعلنها بوضوح: إن اليوم العالمي للغة العربية هو يوم للغة الوطنية في قطر، فاللُغةُ وطَنٌ أيضا، مثلما تكون اللغة هوية ولا شك في ذلك. إننا إذ نحتفي بلغتنا “اللغة العربية” وبدولتنا “قطر” فما هذا إلا لأن للغة الفضل الكبير في تنشئتنا وتثقيفِنا وتوعيتِنا، وانفتاحِ عقولِنا على الحياةِ والعلمِ والمعرفة، ولقطر الفضلُ في أنها تضمنا إليها، وتوفر لنا فرص التعلُّم بمستوى عالي الجودة، وتؤمن الحياة الكريمة التي تليق بنا جميعا مواطنين ومقيمين، وتُعيننا على تحقيق الأحلام بكل صدق وتفان”.
وأضاف د. الدرهم: “إن نظرة سريعة على الإحصائيات التي ترصد انتشار اللغات في العالم، تعطي مؤشرا على أن غالبية هذه الإحصائيات تضع اللغة العربية في المرتبة الرابعة بين اللغات الأكثر انتشارا في العالم، بعد الإنجليزية والصينية والهندية، وقبل الإسبانية والروسية والفرنسية والألمانية، ومنذ 1974 أصبحت لغة معتمدة في الأمم المتحدة ضمن اللغات الـ6. ومع ذلك نسمع عن انحسارها، وخاصة إذا قورنت مع لغات أخرى أفرزتها الطفرة التكنولوجية، حيث بدا فعليًّا أن تطور نظم الحوسبة ودخول شبكة الإنترنت في المؤسسات والمدارس والبيوت، مما أسهم إسهاما جادا في تحويل مأساة اللغة الأم إلى ظاهرة سرعان ما طُرحت حلول لإنقاذها، أمام تمدد اللغات الأجنبية على مائدة العولمة من جهة، ثم تعاظم اللهجات المحلية وسيادتها على حساب اللغة العربية الفصحى من جهة ثانية. فالانحسار الحاصل له عوامله التي رصدها الباحثون، ومن هذه العوامل ما يتمثل في قصور اللغة عن تلبية متطلبات العصر الحديث، أو في طبيعة العلاقة الجدلية بين اللغة والحياة، فحين ساد الضعف في مجالات الحياة العربية تأثرت اللغة به، أو غياب الدور المؤسسي والأسري في المجتمعات العربية، أو إلى هيمنة الأفكار والمذاهب الغربية على العقل العربي، فكانت هناك سياسات أملت اختيارات تتعارض مع الخصوصيات الثقافية والحضارية للشعوب العربية والإسلامية، أو الضعف السياسي والفكري والثقافي، وغيرها من العوامل التي تعددت بتعدد الباحثين”.
وفي كلمة له، قال الدكتور راشد الكواري، عميد كلية الآداب والعلوم في جامعة قطر: “إن هذا الاحتفال، الذي جُعل شعاره “اللغة العربية بين الانتشار والانحسار”، يأتي ترجمةً حقيقيةً لما تمضي فيه لغتُنا العربيةُ، مكانةً وممارسةً، على المستوى الأكاديمي في جامعةٍ وطنيةٍ، وعلى المستوى الاجتماعي في مجتمعٍ عربي يزدهي بها. وكلية الآدابِ والعلوم، في جامعة قطر، إذ تُولي هذا اللقاء عنايةً خاصةً، فإنها – من منطلق كونِ اللغة لغة الأمة ولغة الدين – فإنها تؤكّد بهذا كونَ اللغة العربية المربع الأول والركيزة الأولى في تشكيل هويةٍ قوية، فضلاً عن أنها تُعَد، في أفق جامعة قطر، هدفا من الأهداف القيمة، سواء أكان ذلك على مستوى تعلُّمها، أم كان على مستوى التعليم بها، وهو ما تسعى جامعتنا الوطنية على إرسائه في مجالات الحياة الأكاديمية المختلفة، في البحث العلمي، وطرائق التقديم، فضلاً عن المعاملات والمراسلات، وذلك بوصفها اللغة الرسمية للبلاد.
وتابع: “وقد لمسنا جميعا هذا الأمر في ما أقره رئيس الجامعة منذ شهر تقريبا، وهو ما جعلنا نؤكد أن قسم اللغة العربية يتخذ هذا هدفا صريحا من أهدافه في المرحلة الحالية، وخاصة أنه يسعى إلى إكساب طالباته الخبرات الضرورية، والمهارات اللازمة في مجالات التواصل باللغة العربية وإتقانها، كتابةً وتحدثًا”.
وعن الخطط المستقبلية، قالت د. مريم النعيمي: رئيس قسم اللغة العربية: “يجري الآن الإعداد لتقديم مقترح 3 برامج علمية جديدة، وهي: برنامج أدب الطفل، وبرنامج الفنون الدرامية، وبرنامج الكتابة، وهي برامج ستحقق التفاعل العيني مع أقسام مختلفة، يجري العمل على الانتهاء من إعداد كتب مداخل تخدم أولًا المتطلبات العامة ثم أغراض التخصص، منها مدخل إلى المهارات اللغوية، وكتاب مدخل إلى دراسة الأدب وفنونه، والإعداد جارٍ لتنظيم ملتقى أقسام اللغة العربية في دول مجلس التعاون في مارس القادم، ومنه سنضع أيدينا على واقع أقسام اللغة في المنطقة، ويجري تطوير مقرري اللغة العربية 1 و2 في ثوب جديد. وأما الطموحات المستقبلية فهي أن القسم سيعمل على إعادة النظر في خطته كاملة، لا سيما بعد الانتهاء من الدراسة الذاتية، واستحداث برامج جديدة في الماجستير (دبلوم الدراسات العليا)”.
المصدر: جريدة العرب القطرية