«الخط للفقير مال، وللغنىّ جمال، وللأمير كمال»، كلمات مأثورة، لكنها بعيدة عن أرض الواقع، بعد أن أصبح الخط مشوَّهاً لدى شريحة واسعة من المواطنين، بداية من أطفال المدارس وحتى النخبة من الأطباء والمهندسين، وفى ظل ضعف مستوى معلم اللغة العربية، وجهله بقواعد كتابة الخط السليمة.
منهج لتدريس الخط، هو ما أعده أحمد الجداوى، معلم اللغة العربية ومدرب الخط، للمساهمة فى تغيير الواقع، يعتمد على 5 حصص لمدة 10 ساعات تدريبية، أول ساعتين لتدريس الحروف المفردة، يليها تراكيب الحروف خلال 3 ساعات، بينما تخصص الساعات المتبقية لمحاكاة نماذج مكتوبة أمام المتدرب، وأخرى من القرآن والنصوص الشعرية، والتدريب على الكتابة بسرعة.
تخرَّج «الجداوى» فى كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، ودرس بمعهد الخطوط العربية فى 2011، كما حصل على دبلومة تخصص وتهذيب فى الخط العربى عام 2013، وفور بدء حياته العملية كمعلم لغة عربية فى المدارس، لاحظ ضعف مستوى الطلاب فى كتابة الخط، ولجأ له أولياء أمور لتحسين خط أبنائهم من خلال دورات متخصصة.
«500 دورة نظمتها لتحسين الخط، كان آخرها فى الصيف الحالى استفاد منها 150 متدرباً، بخلاف دورات أحاضر بها فى مركز التدريب اللغوى فى دار علوم»، يقولها «الجداوى»، الذى يقوم بتدريب أشخاص من فئات عمرية مختلفة، تبدأ من 8 سنوات وحتى ما يفوق الـ50 عاماً.
الطلاب المتفوقون هم الأكثر إقبالاً على خوض الدورات، وفقاً لمدرب الخط، حرصاً على عدم فقد دورات، بينما تختلف دوافع كبار السن: «أهداف نفسية بحتة تدفعهم لخوضها، مثل رجل أعمال أو صاحب مشروع ويشعر بحرج من سوء خطه، أيضاً بعض معلمى اللغة العربية يحاولون تحسين أوضاعهم أمام الطلاب، وبعض المدارس مؤخراً تعاقدت معنا لتدريب المعلمين على تحسين الخط».
لم يخشَ محمد الزغبى الالتحاق بدورة لتحسين الخط رغم أن عمره 54 عاماً، مصطحباً ابنيه اللذين يدرسان فى الصفين السادس الابتدائى والثالث الإعدادى: «أنا بشتغل فى مجال الاستيراد وشكل خطى كان لا يروق لى، وأحياناً يترتب عليه مشكلات حال التقدم بأوراق لجهة ما، فقررت تحسينه من خلال دورة، وأنوى تكرار التجربة للوصول لنتائج أفضل».
أما أحمد محمد، الطالب بالصف الثالث الثانوى، فقرر خوض الدورة بعد نصيحة قدمها له معلم اللغة العربية: «قال لى خطك سيئ، والأفضل تحسينه لعدم فقد درجة فى سؤال التعبير، خاصة أن المصحح ينظر أولاً لشكل الخط». وفى غضون 8 حصص تبدَّل شكل خطه، بشهادة الجميع، ويحاول الفترة الحالية تعويد نفسه على الكتابة وفقاً للضوابط التى تعلمها.
المصدر: موقع ألوان