عولمة اللغة العربية …. رؤوس أقلام لتنْشيط الذِهن

<!--:ar-->عولمة اللغة العربية  …. رؤوس أقلام لتنْشيط الذِهن<!--:-->

ما العولمة؟ ومِن أين نبدأ؟ ؛ سؤال افتتاحي لمحاضرة بعنوان: «العولمة وعولمة اللغة العربية»، يعود فيها د. معن النقّري إلى محطة بداية الثمانينيات النوعية الممّيزة، إذ نضجتْ وتبلورت طروحات المشكلات الغْلوبالية (الكوكبية) وتنظيرات النظام الدولي/ العالمي الجديد كلاً وأجزاء، وإلى أواخر الستينيّات فما بَعد، حين اندفعت واندلعت الاستشراقات والتنبّؤات العالمية الشاملة لمعالجة قضايا ومشكلات ومستقبل كوكبِنا (كرتِنا الأرضية) بانورامياً شمولياً وإجمالياً.

 كذلك يعود إلى بدايات عصر الفضاء في التطبيق وإلى بداية التوابع الصُنْعية (الأقمار الاصطناعية) أي إلى أعوام 1957- 1958 وأول تابع صنْعي انطلق ودخل المدار وافتتحَ عصر الاتصالات الفضائية (ساتيلايْت «سبوتنيك» الكوكبي/الفضائي السوفييتي). حين صار موشور الرؤية والممارسة يتعامل مع كوكب الأرض (الكرة الأرضية) ككوكب تفاعلي تطبيقي متلاحِم مع التصعيد اللاحق… حتى عام 1982- على الأقل- عقد آخر وهذه المرة إلى الأمام في الاتجاه الصاعد إلى بدايات الصاعد إلى بدايات التسعينيات، يشير إليه د. النقّري؛ عقد بدء انتشار ونَشْر العولمة ومحاوَلات أمركتِها (بوش والنظام العالمي الجديد وفي أجواء عولمة)، ليقول «العولمة الآن»: عولمة إجمالية كلية شاملة مركَّبة وعولمات فرعية تفصيلية ما زالت تتناسل وتتكاثر… في أُطُر وعناوين كبرى: المجتمع والطبيعة، والعلاقات الاجتماعية المتبادلة عالمياً ومحلياً، والبُنى التحتية والإنسان.

يؤكد د. النقّري في محاضرته في مجمع اللغة العربية بدمشق أنه لابد من الانتباه إلى الجانبَين والاهتمام لغوياً وفكْرياً معاً، لافتاً إلى أن العولمة والكوكبة أساساً: التأصيل والتأسيس أجنبيّاً وعربياً في تفاعلٍ والْتِحام، وأنه ولتمييز العولمة/الكوكبة –بلْهَ تعريفها- يلزم إرساء شبهها مع، واختلافها عن/ما هو؛ عالمي– دولي– أممي- كوني- شامل- شعوبي… الخ هذا في صيَغ الصفات، وفي صيَغ الأسماء (ولاسيما أسماء الاتجاهات والمذاهب) حديثٌ مشابِه أيضاً، وكذلك الحال مع صيَغ المصادر والاستمرار الفعلي (استمراية الفعْل اللغوي) ومع اشتقاقات رديفة أخرى. والأمر يخص المصطلحات والألفاظ المركزية الأولية المحورية وكذلك رديفاتها وهوامشها وثانويّاتها.

ويشير في المحاضرة إلى صِلات وطيدة بين العولمة المركَّبة – وتفرعاتِها- من جهة، وسابقاتِها ونظيراتها الشقيقة- من جهة أخرى: النظام الدولي/العالمي الجديد وتفصيلاته، وأيضاً: المشكلات الغْلوبالية كلاً وأجزاء، لافتاً إلى أريحية العربية وأفضليتها في قابلية النحت والاشتقاق. وقدارتها الكمونية المنفتحة والمرِنة للتطوُّر والتطوير، مؤكداً ضرورة عدم الاكتفاء بمواقف الرصد والفرجة والتوصيف تجاه العولمة، بل الأهم والذي لابدَّ منه («لابدَّ مِمَّا ليس منه بدُّ») هو التفاعل والتجاوُب والاستجابة: لزوم موقف الاستيعاب والفهم السليم والفصل والتأثير والصْنع/صنْع للحدث بصورةٍ خلاقة، وضرورة المواقف والمقاربات النقدية والانتقادية مما هو معوَّم ومسطَّح ومفروض على الأذهان على أنه العولمة، وخصوصاً تلك الجوانب الزائفة والمشوَّهة منه.

يرى د. النقّري أن المنهجيات والمقاربَات الأَنسَب لدراسة العولمة واستيعابها وللتعامل معها وللتفاعل مع عمليات عصر العولمة وظواهِره ومجرَياته هي: التراكُّبية والمنظومية– وتداخُلية /تفاعلية/تعدُّدية الاختصاص. وفي آفاق العولمة واحتمالات تطورها: يتوقف د. النقري عند اجتهادات تأويلية افتراضية في خصوص معنى العولمة ذاتها بين دلالات الاستفراد والهيمنة والاستبدادية الطغيانية أحادية الجانب أو القطب من جهة، وعولمة وتعولمات الكيانات والمحليات وصيانتها وحفظها وحمايتها في إطار تعدُّدي تنوُعي موحَّد متناغم تبادُليّ الاغتناء ومن جهة أخرى في عالم متعدد الأقطاب.


إضافة تعليق