“مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز” جهد سعودي لخدمة لغة الضاد

“مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز” جهد سعودي لخدمة لغة الضاد

يمثل مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي لخدمة اللغة العربية، ومقره العاصمة السعودية الرياض، أحد أبرز الجهود السعودية في العناية باللغة العربية عالميًا ومحليًا على حد سواء، إذ يشارك المركز في الفعاليات والمؤتمرات التي تعنى باللغة العربية، كما أن للمركز حضورا بارزا في المناسبات كاليوم العالمي للغة العربية.

تأسس المركز بأمر الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز أصدره في 24 سبتمبر (أيلول) من عام 2008. ونص الأمر على إنشاء مركز دولي للعناية باللغة العربية، تكون له شخصية اعتبارية واستقلال مادي وإداري ويرتبط ارتباطًا مباشرًا بوزارة التعليم.

ويهدف المركز للمحافظة على سلامة اللغة العربية، وإيجاد البيئة الملائمة لتطوير اللغة العربية وترسيخها ونشرها، كما يضع المركز ضمن أهدافه الإسهام في دعم اللغة العربية وتعلّمها، والعناية بتحقيق الدراسات والأبحاث والمراجع اللغوية ونشرها، ووضع المصطلحات العلمية واللغوية والأدبية والعمل على توحيدها ونشرها، وكذلك تكريم العلماء والباحثين والمختصين في اللغة العربية، إضافة إلى تقديم الخدمات ذات العلاقة باللغة العربية للأفراد والمؤسسات والهيئات الحكومية.

يقول الدكتور عبد الله الوشمي، الأمين العام للمركز: «إن المركز يعمل من خلال مساراته المتعددة مع جهات متنوعة، داخلية وخارجية، من مجامع لغوية، ومؤسسات تعليمية في الجامعات حول العالم، ومنظمات دولية، للتكامل في تحقيق أهداف المركز في خدمة اللغة العربية على المستويين المحلي والدولي، والبناء على الركائز التي أسست لها حكومة المملكة العربية السعودية لخدمة اللغة العربية».

وأوضح الدكتور الوشمي، أن أعمال المركز تتجه إلى التكامل والتنسيق والتحفيز والدعم للأعمال اللغوية والجهود المؤسساتية المتنوعة في أنحاء العالم، وذلك بهدف التمثيل الحقيقي لدور السعودية في هذا السياق، ولتحقيق أهداف المركز التي تنص على تقديم الخدمة للأفراد والمؤسسات في هذا المجال.

وبيّن أمين عام المركز، أن رؤية المركز تؤمن بأن دعم اللغة العربية ليس وظيفة فرد أو مؤسسة، بل مسؤولية الجميع، مبينًا أن اللغة العربية هي لغة الدولة، كما أن الدين الإسلامي هو دينها، والمركز يعمل على أن يكون مرجعية يحرك من خلالها كل المؤسسات والجهات المعنية باللغة العربية، وذلك من خلال دعمها وتحفيزها.

وأضاف: «لعل من أبرز مجالات العمل الخاصة بالمركز هو الاتجاه إلى مأسسة العمل اللغوي وتحقيق استدامته، مع التخصص في مجال التخطيط اللغوي الذي يعد غائبا عن مجالات العمل عند كثير من المؤسسات، وتبعًا لذلك عمل المركز على قرارات اللغة العربية، وسياسة تعليم اللغة العربية واعتمادها، وافتتاح المعامل والمراكز التابعة في أنحاء العالم، وبدأ في العمل ضمن نطاقات يقل العمل فيها، ومنها: دعم اللغة العربية في المنظمات الدولية».

وقال الوشمي: «لا ننظر إلى اللغة بوصفها مكتسبًا نخبويًا، وإنما هي إنتاج المجتمع بجميع أطيافه، وهي حق لأبناء العربية ومن انتمى إلى لغتهم في مختلف الأجيال، ولا يجوز أن يتعامل معها أحد بوصفها ملكًا لا يحق لأحد أن يبدي رأيا في طريقة استخدامه، ولا هي طفل صغير نخشى عليه». وأشار إلى أن «اللغة العربية لغة حضارة ودين وقومية استطاعت أن تعيش قرونًا طويلة، وأن تستوعب الكثير. فاللغة مثل العملة إنما تزداد قيمتها بكثرة استعمالها وتبادلها، وهذا يجعلنا نركز على جميع الشرائح، وخصوصا الشباب، فهم جزء رئيسي من الحل، وليسوا جزءا من المشكلة فحسب كما يتصوره كثيرون، فعندما يعرب شاب برنامجًا إلكترونيا شهيرًا يخدم العربية أكثر من عدة مؤلفات أو عدة خطب».

ومن أبرز مشروعات مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي لخدمة اللغة العربية دعم الإبداعات والإنجازات المتميزة لذلك تبنى المركز جائزة «مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي لخدمة اللغة العربية»، التي تمنح كل سنتين للعلماء والباحثين والمؤسسات نظير ما قدَّموه للعربية وعلومها وآدابها من خدمات وتضحيات.

ويأتي في المرتبة الثانية في مشاريع المركز توفير الأدلة وقواعد المعلومات للباحثين والمهتمين باللغة العربية في مجالاتها المختلفة، ومن أبرزها «قاعدة معلومات المتخصصين في اللغة العربية»، و«دليل المؤسسات المعنية باللغة العربية في الدول غير العربية»، و«قاعدة بيانات المواقع الحاسوبية الخادمة للغة العربية»، و«دليل القرارات واللوائح والأنظمة الرسمية الخاصة باللغة العربية»، و«دليل توصيات مؤتمرات اللغة العربية».

كما يتبنى المركز نشر الكتب والدراسات والأبحاث المحكمة في شتى المجالات البحثية في اللغة العربية لتكون مصدرًا العلم والمعرفة، ويضم هذا الفرع من نشاطات المركز 9 مجالات تمتد من المعاجم إلى كتب الأطفال.
ويعمل المركز على إصدار عدد من المجلّات المحكّمة مثل مجلة «اللسانيات العربية»، ومجلة «التخطيط اللغوي»، كذلك يقدم المركز الدعم المالي للباحثين والدَّارسين في مجالات اللغة العربية وهو أحد أوجه التحفيز لإنجاز بحوث أوعية متميزة ومشروعات مبتكرة في مجالات البحث العلمي المختلفة في اللغة العربية.

وفي إطار التعاون الدولي شرع المركز في العمل مع بعض تلك الدول لدعم جهود نشر اللغة العربية، من خلال توقيع مذكرات التعاون، وافتتاح معامل اللغة العربية، أو دعم المكتبات، وتوفير المنح الدراسية، وإقامة المسابقات، إلى غير ذلك من النشاطات، ومن تلك الدول: أوغندا وتركيا والصين وماليزيا وإندونيسيا والسنغال.

ويعمل المركز أيضا على عدة مشاريع من أبرزها شهر اللغة العربية، ويتم إنجاز المشروع خارج الوطن العربي، وتتضمن تنفيذ فعاليات متعددة كالمحاضرات واللقاءات التدريبية والمعارض المتخصصة في اللغة العربية والمنشورات التعريفية وغيرها في إحدى الدول، وينفذ البرنامج دوريًا بالتعاون مع أقسام اللغة العربية في الجامعات العالمية ومراكز تعليم اللغة العربية في الدولة المستضيفة للبرنامج، وذلك بالتنسيق مع السفارات السعودية وملحقياتها الثقافية في الدولة المستضيفة.

ويوفر المركز خدمة «المستشار اللغوي»، وهي خدمة إلكترونية يسعى المركز من خلالها إلى توفير الاستعلام اللغوي المجاني والموثوق والسريع وتعزيز حضور اللغة العربية وتحجيم الأخطاء اللغوية قدر الإمكان، ويسعى كذلك إلى تقديم الخدمة للأفراد وللجهات الراغبة في تلقي الاستشارات السريعة الموثوقة على أسئلتها اللغوية، في مختلف مجالات الحياة (الإعلامية، والتجارية، والعلمية، وغيرها).

وتوفر البوابة الإلكترونية للمركز وسيلة تواصلية فاعلة مع المستفيدين من خدماته، سواء أكانوا أفرادًا أم مؤسسات، كما يتبنى المركز برنامج «رحلة إلى العربية» الذي يستهدف القيادات الحالية والمستقبلية الناطقة باللغة العربية في البلاد غير العربية، وتتم استضافة تلك القيادات في المملكة، وإطلاعهم على تجربة تعليم اللغة العربية، والبحث العلمي فيها، ومؤسسات خدمتها، كما يعمل على نقل خبراتهم، والاستماع إلى تجاربهم، وتمتين الروابط الثقافية، والصلات بين المختصين من الجانبين.


إضافة تعليق