فكرة جديدة طرحها وطوّرها مُلحن مصري وأستاذ لغة عربية لتعليم لغة الضاد اعتمادا على الموسيقى، ولاقت اهتمام الكثير من المُثقفين والمبدعين والأكاديميين، خاصة لدى غير الناطقين بالعربية.
الباحث طارق عباس المُلحن الموسيقي المصري الذي أسّس مؤخرا فرقة موسيقية تحمل اسم “ونس”، معتمدا على مُتعلمين جدد من جنسيات مختلفة للغة العربية من خلال الموسيقى.
أكد طارق عباس، أن تعليم اللغة العربية اعتمادا على الموسيقى حقّق نتائج جيدة مكنته من تأسيس فرقة موسيقية ضمت جنسيات غير ناطقة بالعربية، وأقامت حفلا للموسيقى والأغاني العربية في دار الأوبرا المصرية.
وتجربة عباس التعليمية جديدة على المجتمع المصري، لكنه لا يدّعى ابتكارها، مؤكدا أن هناك توجها لدى بعض دول أوروبا للتعليم من خلال الموسيقى، غير أنها “المرة الأولى التي يتم تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها من خلال الموسيقى”.
ويبهر طارق عباس تلاميذه من الأجانب، وهو مُمسك بالعود في مدرج مركز اللغة العربية للعلوم والثقافة بجامعة القاهرة مؤديا أغان بالعربية الفصحى والعامية المصرية لاستخلاص قواعد في اللغة، فيتفاعل الحاضرون مع معلّمهم المبتسم دائما ابتسامة مُعبرة عن خفة ظل معتادة لدى الكثير من فاقدي البصر.
وحُرم عباس من نعمة البصر صغيرا، لكنه أثبت أن الإبداع والتفوق يستلزمان إرادة وأملا من نفس متحفزة، فتعلّم اللغة العربية ونبغ فيها بالتزامن مع تعلمه الموسيقى في سن السابعة عشر، قبل أن يفوز في الجامعة بلقب أفضل ملحن لعدة سنوات متتالية، ولم يكن غريبا أن تكون رسالته للدكتوراه متخصصة في شعر أبي العلاء المعري ذلك المُبدع العربي الكفيف المُلقب بـ”رهين المحبسين”.
المصدر: صحيفة العرب