معارض الخط العربي تجذب اهتمام الموريتانيّين

معارض الخط العربي تجذب اهتمام الموريتانيّين

في قاعة لعرض اللوحات الفنية، تجمع عدد من الزوار في قلب العاصمة الموريتانية نواكشوط، لمشاهدة معرٍض للخط العربي، تم تنظيمه في إطار جملة من الأنشطة تشمل محاضراٍت وعروضًا فنيًة في أوقاٍت متفاوتة.

لوحات من الخط العربي تم توزيعها في القاعة بشكل متقارب، يسمح لشخصين على الأقل بمشاهدة لوحة واحدة في نفس الوقت، فيما ينتظر آخرون دورهم للمشاهدة قبل الانتقال للوحات أخرى في نفس القاعة.

يقول الزائر أسند ولد محمد سيدي إن معارض الخط العربي تتيح للفرد التعرف على جمالية اللغة العربية حتى في حالة الصمت، من خلال الأشكال التي تأخها الكلمات والحروف، وتداخلها في اللوحة الواحدة، ما يعكس حالة الجمال التي تتمتع بها هذه اللغة.

ويضيف: نحن شعب مسلم، ارتبط باللغة العربية بشكل كبير، ومثل هذه المعارض تعيد ربط المتلقي الموريتاني من جديد بهذه اللغة، في ظل حياة صاخبة مليئة بالمشاغل، البعيدة عن هذا المجال.

وتقوم بعض المراكز الثقافية العاملة في موريتانيا، بتنظيم دورات تدريبية بشكل شبه مستمر، للشباب المهتمين بالخط العربي، ومن ثم عرض تجاربهم في معارض فنية، يتم الترويج لها في الأوساط الثقافية، ودعوة المشتغلين بالمجال لحضورها وإبداء آرائهم فيها.

وساهمت هذه المعارض إلى حد كبير في توسيع دائرة المهتمين بالخط العربي في موريتانيا، ففي السابق كان يتم دمج معارض الخط في إطار أنشطة أخرى لتشجيع الجمهور على الحضور، أما اليوم فيمكن أن تنظم معارض للخط العربي بشكل مستقل عن أي نشاط آخر.

ويرتبط الموريتانيون باللغة العربية بشكل كبير، لكن ذلك الارتباط ظل محصورًا في مجالات من اللغة دون غيرها، ولم يكن الخط العربي كفن قائم بذاته، في صدارة تلك الإهتمامات، لكنه مع ذلك ظل ميزة تجذبهم بشكل أكبر لهذه اللغة.

يقول أحد الزوار إن هذه المعارض تعتبر فرصة للرقي بذائقة المجتمع، وشغل أوقات فراغ الشباب بطريقة مفيدة، في ظل المغريات الكاذبة التي تتيحها مجالات أخرى.

ورغم حياتهم البدوية في السابق، والتي لا تتيح في الغالب مجالًا كبيرًا للإبداع والتدوين، فقد نجح الموريتانيون في ترك تراث لا يستهان به في مختلف العلوم، تم تدوينه بأنواع مختلفة من الخطوط العربية، التي كان استعمالها شائعًا في هذه البلاد.

لذلك توجد مئات المخطوطات النادرة في المكتبات الأهلية الموريتانية، التي تم تدوينها بخط عربي، من قبل بعض العلماء الموريتانيين قبل عدة قرون، بعض هذه الخطوط شائع الاستعمال في البلاد حينها، وبعضها الآخر يستعمل أكثر في بلدان المغرب العربي الأخرى، التي ترتبط معها موريتانيا بامتدادات جغرافية وثقافية متعددة.

المصدر: موقع إرم نيوز


إضافة تعليق