تعقد المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة “إيسيسكو”، بالتعاون مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة محمد الخامس بالرباط، يوماً دراسياً يشتمل على ندوة بعنوان “اللغة العربية في القارة الإفريقية: تأثير العربية في اللغات الإفريقية من منظور لساني وثقافي”، وورشة عمل بعنوان: الأبجدية العربية الإفريقية ودورها في تطوير اللغات الإفريقية وتعزيز أدوارها العلمية والثقافية والاجتماعية: الواقع والآفاق، وذلك في مقرّ كلية الآداب والعلوم الإنسانية، بالرباط، يوم 27 أغسطس 2018.
ويهدف اليوم الدراسي إلى إبراز الوشائج الضاربة الجذور ما بين جزيرة العرب والساحل الأفريقي، التي توثّقت وتوسّعت بعد بزوغ فجر الإسلام وانتشاره بين شعوب القارّة الأفريقية، على نطاق أوسع، شمال القارّة ووسطها، وشرقها وغربها، وإبراز دور الإسلام بوصفه عاملاً من عوامل التّرابط الثقافي مع الممالك والقبائل والشعوب الإفريقية جنوب الصحراء، وعمق التأثير اللساني والثقافي للغة العربية في عدد من اللغات الإفريقية الأوسع انتشارا مثل الهوسا والفلفلدي والسواحلية ودور ظاهرة الاستعراب، التي اتّخذت طابعاً اجتماعياً وصبغة دينامية، ولم تزل تتمدّد، في أفريقيا الوسطى وإقليم البحيرات الاستوائية الى يومنا هذا.
كما يهدف اليوم الدراسي إلى تسليط الضوء على العوامل الثقافية والاقتصادية والسياسية التي ظلّت تدفع على مدى السنوات والعقود الأخيرة باتجاه تعزيز حضور اللغة العربية في الدول الإفريقية الناطقة بلغات أخرى، والإقبال المتزايد على تعليم اللغة العربية وتعلّمها في مختلف دول الساحل الإفريقي وجنوب الصحراء، والانتشار الكبير في هذه الدول لمؤسسات التعليم العربي الإسلامي، وعودة كتابة اللغات الإفريقية بالحرف العربي وتطوير النظام الكتابي لهذه اللغات بالحرف العربي المنمّط وتيسير استيعابه من قبَل أنظمة الكتابة الحاسوبية، والأثر الإيجابي العميق لهذا التطوّر التقني في برامج محو الأمية القرائية في دول غرب إفريقيا ووسطها اعتماداً على اللغات الأصلية لشعوب هذه الدول مكتوبة بالحرف العربي المنمّط.
ويشارك في اليوم الدراسي علماء وخبراء وباحثون وأساتذة جامعيون من كل من المغرب والسودان وغينيا، وسيقام على هامش اليوم الدراسي معرض للكتب والمنشورات التي أصدرتها الإيسيسكو باللغات الإفريقية المكتوبة بالحرف العربي.