أعلنت قطر الخيرية البدء في تفعيل الاتفاقيات التي وقعت في الفترة الأخيرة، مع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، لتنفيذ عدة مشاريع في عدة بلدان من إفريقيا بقيمة حوالي 26 مليون ريال، تتضمن مجالات محو الأمية، وتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، والتدريب المهني، والتمكين الاقتصادي، والعمل الثقافي الإسلامي خارج العالم الإسلامي، وكتابة لغات الشعوب المسلمة في إفريقيا بالحرف القرآني المنمط وغيرها. ويبدأ تنفيذ هذه المشاريع خلال العام المقبل (2015) ليستمر من سنتين إلى خمس سنوات حسب طبيعة كل مشروع.
واحتفل مركز قطر الخيرية لتنمية المجتمع فرع الوكرة ـ نساء، باليوم العالمي للغة الأم تحت شعار «لغتي عنواني» بالمسرح الروماني بكتارا، وذلك برعاية وزارة الثقافة والفنون والتراث، وبمشاركة سفارات وجاليات كل من بريطانيا وألمانيا وإسبانيا والهند وتركيا.
حضر الفعالية، التي تصادف اليوم الذي تحتفل به الأمم المتحدة منذ 15 سنة جمهور كبير من مختلف الجنسيات، وقدمت العديد من العروض الثقافية عبرت كلها عن أهمية اللغة الأم ومحوريتها في تربية الإنسان وخلق ثقافته، حيث خصصت المنظمة العالمية للتربية والثقافة والعلوم اليونسكو يوم 21 فبراير يوما عالميا للغة الأم.
وشارك في الفعالية الخطاط سعيد الأنصاري، ومركز لغتي، ومركز الأصدقاء الثقافي، ومركز أدب الطفل، ومركز الإبداع الثقافي، ومركز تنمية المهارات، ومدرسة السلام الهندية، والمركز القطري الثقافي والاجتماعي للصم.
وألقى علي الغريب كلمة، رحب فيها بالحضور بمناسبة إطلاق مراكز قطر الخيرية لتنمية المجتمع برنامج «لغتي»، منوها إلى أن هذا البرنامج يستهدف تعزيز مبادئ ومفاهيم اللغة العربية. بالاشتراك مع منظمة الأمم المتحدة للتربية.
واستعرضت علياء محمد الجماعي مديرة مركز قطر الخيرية لتنمية المجتمع فرع الوكرة – نساء في كلمتها بالحفل، مفهوم اللغة ونظرة العلماء والمفكرون لها، وعلاقتها بالابن وثقافته وتنشئته، ودورها في تعزيز الروابط بين أبناء اللغة الواحدة، بالإضافة لكونها لغة القرآن، و لغة العلم والأدب والسياسة والحضارة على اختلاف ملامحها؛ سواء كانت فارسية أم يونانية أم هندية.
وقالت: إيمانا منا في جمعية قطر الخيرية بأهمية اللغة الأم فقد أنشأنا مشروعاً خاصاً لتعليم اللغة العربية بالفطرة والممارسة، دربنا عليه ما يربو على ستمائة مدرس ومدرسة، وذلك سعياً منا تقول السيدة علياء للحفاظ على ثقافتنا.
ونوهت بأن قطر الخيرية أيضاً خططت لتعليم وتدريب العاملين في مراكزها من أجل حصانة ألسنتهم من العامية والكلمات الدخيلة، وتعلم المهارات اللغوية، لتشكر في الختام كل الحاضرين؛ متمنية لهم وقتا مفيدا وممتعا. ونوهت أسماء الكواري مديرة مركز أدب الطفل بأهمية هذا اليوم وهذه الفعالية في ترسيخ العلاقة بين المكونات الثقافية لسكان قطر الذين يمثلون مختلف اللغات والثقافات، وهذه فرصة للتعارف وتعزيز العلاقة، خصوصاً تقول السيدة أسماء نحن القطريين أصبح وعينا اللغوي عميقا؛ لذلك نلاحظ حتى الفوارق البسيطة بين اللهجات العربية. وأشادت السيدة فادية بدوي منسقة اللغة العربية بمركز «لغتي» بهذا اليوم الذي اعتبرته فرصة للتعريف باللغة العربية وبجماليتها وعمقها، وكان لمركز «لغتي» دور كبير وملحوظ في هذا الاحتفال، وفي إظهار اللغة العربية من خلال بعض اللوحات النثرية والشعرية؛ حيث خصص لهم جناح في الخيام التي كانت منصوبة هناك بالمسرح خصيصا للاحتفال.