بقلم د/ محمد أحمد رمضان: اللغة العربية في دول الخليج العربي.. بين الواقع والمأمول

بقلم د/ محمد أحمد رمضان: اللغة العربية في دول الخليج العربي.. بين الواقع والمأمول

اللغة العربية لغة القرآن الكريم وتتحدث بها شعوب لها تاريخ عريق وحضارات عظيمة، وتمثل اللغة العربية إحدى اللغات الرسمية الست المعتمدة من قبل الأمم المتحدة، ولكن هذه اللغة تعيش اليوم تحت وطأة ضغطين متقابلين، يتمثل الأول في تعدد اللغات الأجنبية المتسارع.

ويتجسد الثاني في تعاظم اللهجات المحلية وسيادتها على حساب اللغة الفصحى، وأمام هذا الضعف المتنامي توقع خبراء غربيون في اللغة العربية وفاتها بسبب ضعف الإقبال عليها من جهة، وضعف الاستثمارات العربية في قطاع التعليم، وعدم مواكبة القائمين عليها للتقدم للتكنولوجي والعلمي من جهة أخرى.

ويقول هؤلاء الخبراء: إن هناك دلائل قوية على أن اللغة العربية في طريقها إلى الاختفاء خاصة في دول الخليج التي تعتمد على اللغة الإنجليزية بقوة في كل المجالات الاقتصادية والتجارية وحتى في الحياة العامة.

ولو نظرنا إلى مستوى اللغة العربية في دول الخليج العربي لوجدنا أن الانفتاح والنشاط الاقتصادي أدى بدوره إلى فتح سوق العمل للخبراء والفنيين والمهنيين الأجانب، واستقطاب العمالة من مختلف الجنسيات مما هيأ لنفوذ اللغات الأجنبية وانتشارها في الخليج حتى أصبحت تنافس اللغة العربية الأم في كثير من المواقع العامة والخاصة، فهذه العمالة القادمة إلى دول الخليج حملت أسماء بلادها ولغاتها وثقافاتها، وامتلأت الشوارع بعشرات العمال من الجنسيات المتعددة والذين يتحدثون بلغات متباينة.

وامتد هذا الصراع ليهدد لغة الأطفال بدءاً من نشأتهم الأولى عن طريق الخدم والمربيات وتعاملهم مع الأطفال، فضربت بذلك اللغة العربية في جذورها وفي عقر دارها، بالإضافة إلى اللغة التي تروج في الفضائيات ويتأثر بها الطفل العربي، الأمر الذي يجعل من الأهمية مناقشة تأثيرها على تشكيل الهوية للطفل العربي وهيمنة هذه اللغات الأجنبية في المجتمع الخليجي أخذاً في الزيادة.. وأي شرخ أو تشويه يحدث في هذه اللغة العربية نتيجة لهذه التأثيرات، ستكون له خطورته الكبيرة على المستقبل الثقافي والحضاري.

وقد ارتبط بهذه المشكلة مشكلات أخرى تتعلق بطلاب المدارس، حيث اشتكى كثير من الطلاب من صعوبة دراسة المواد العلمية التي يتم تدريسها باللغة الانجليزية مثل الفيزياء والكيمياء والرياضيات وغيرها من المواد، بسبب ضعفهم في اللغة الانجليزية ولو كانت هذه المواد تدرس باللغة العربية لحصل كثيرون على درجات عالية فيها.


(1) تعليق


  • الدكتورجمال البدري

    ليبارك الله بقلمك الفذ يا سعادة الدكتورمحمد أحمد رمضان…إنه مقال من القلب إلى القلب.بل هومن مقالات الوحدة العربية في الخليج العربيّ وغيرالخليج…بتأشيرالخلل والحلّ معاً.حفظكم الله لحرصك على لغة كتابه المجيد القرآن العظيم.
    وننتظرمن سعادتكم المزيد.مع فائق التقدير.

    رد

إضافة تعليق