حماية اللغة العربية حق وواجب على أهلها

حماية اللغة العربية حق وواجب على أهلها

احترام لغتنا العربية الجميلة واجب على أهلها جميعهم، وأبرز مظاهر هذا الاحترام هو منع خلطها بلغات أخرى، بدمج مصطلحات غير عربية، وكلمات غريبة عليها، لتصبح في كثير من مواقعها بلا حواجز تحميها، وتفقد تدريجياً جمالها وبريقها، بعد أن عانت الكثير من تدمير اللهجات العربية المحلية للغة الفصحى وكأنهما على طرفي نقيض.

ونستطيع أن نعبر عن احترامنا الأكيد لهذه اللغة العزيزة، عندما نحميها من الازدواجية في بيوتنا قبل أي مكان آخر، وخطر الازدواج هنا ناشئ عن وجود خادمة غريبة اللغة والبيئة والعادات والتقاليد، بمعنى أنها تشكل خطراً على هوية الأبناء الذين تحتك بهم ليل نهار، وأيضاً ينشأ إذا كانت الزوجة، الأم، سيدة البيت غير عربية، أجنبية، فيحدث الخلط غير السليم بين اللغات واللهجات والألسنة المعوجة يساراً أو يميناً سيان، فالنتيجة التدميرية واحدة.

الأسرة الواعية تراقب تطور اللغة لدى أبنائها، وهل يستوعبونها بسلاسة واقتدار، أم أن هناك خللاً ما يحدث بفعل العوامل السابقة، ويضاف إليها لغات الشارع والمدرسة واللهجات، والمحاولات المتعمدة لتغييب اللغة العربية عن ساحة التداول الفعال، لتتكسر حروفها ومفرداتها ومصطلحاتها، وتختلط المعاني على الصغار والكبار، وتضيع المعالم رويداً رويداً.

فعلها الرجل وتزوج من أجنبية، هذا شأنه الخاص ولا سلطة لأحد عليه، لكنه يبقى مطالباً بالحفاظ على لغته بين أبنائه، وعليه أن يبذل جهوداً مضاعفة لتستقيم ألسنتهم، ولينطقوا لغتهم الأم بحب وفخر لأنها لغة القرآن الكريم.

وأراد وجود خادمة في البيت، أو أجبر موضوعياً على ذلك سيان، فالنتيجة واحدة تتمثل في وجود خطر يتهدد الصغار إن عاجلاً أم آجلاً، طالما أن هناك قنوات اتصال تربطهم بالخادمة، التي تمدهم بكلمات غير مفهومة مع تكرار استخدامها للدلالة على شيء ما تصبح عنواناً له، يعرف به، إلى أن تتحول إلى مصدر رئيسي لمعلوماتهم العامة والخاصة.

فإذا قررت الأسرة إلحاق أبنائها بمدارس أجنبية، تعليم العربية فيها يكاد يحصل على الدرجة العاشرة من الاهتمام، فهنا يصبح التلميذ الطفل مهيأ للانسلاخ من هويته وواقعه وانتمائه، ولامانع من تعليم الأبناء في مدارس اللغات شريطة ألا ينال ذلك من إجادتهم للغة العربية.

حماية اللغة العربية حق وواجب على أهلها، واحترامها يكون بإعلاء شأنها، ورفض خلطها بغيرها من اللغات، ولا السماح للهجات بأن تستبيح حرمة حروفها ومعانيها وجمالها الموسيقي، لتبقى هي السيدة الأولى، يحلو الحديث بها، والغناء، والتعبير عن المصالح والمشاعر، وكل ما هو جميل في علاقاتنا الإنسانية.

مقال رأي للكاتب ابن الديرة نقلا عن صحيفة “الخليج” الإماراتية


إضافة تعليق