استضاف برنامج “كيف أصبحت” على إذاعة القرآن الكريم من الدوحة الدكتور عبد الله الهتاري، أستاذ اللغة والبيان بقسم اللغة العربية بكلية الآداب والعلوم بجامعة قطر، ودار حديث عن اللغة العربية ودور الأفراد والمجتمعات في حمايتها والمحافظة عليها.
وأشاد د.الهتاري في مستهل حديثه بالقانون الذي أصدره حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، بشأن حماية اللغة العربية الذي يأتي كخطوة هامة في الحفاظ على اللغة العربية وحمايتها، حماية للهوية والتراث والتاريخ.
ونبَّه الهتاري إلى أهمية إعطاء اللغة العربية مكانتها بين شرائح المجتمع في ظل مزاحمتها بغيرها من اللغات الأجنبية، وحرص الدكتور على أهمية تعزيز اللغة في الإعلام ، حيث يأتي دور الإعلام في تقديم رسالة تنبع من أهمية المحافظة على اللغة وضبط قواعدها من خلال ما تقدمه القنوات ووسائل الإعلام ببرامجها اللغوية المختلفة.
في حديثه عن تنشئة الأطفال على حب اللغة العربية ركَّز د. الهتاري على أهمية أن تكون اللغة العربية لغة ممارسة واستعمال قبل أن تكون قواعد تدرس وهنا يبرز جليًا دور المدرسة ومعلم اللغة العربية في تعزيز استعمال اللغة العربية بين الطلاب، ثم يأتي دور البيت في إكمال رسالة المدرسة وصولا لبيئة لغوية صحية وسليمة وربما يأتي قبل ذلك الدور تعليمهم كتاب الله فهو مرجع لغوي شامل للصغار والكبار.
واستعرض جملة من الهجمات الشرسة التي تعرضت لها اللغة العربية بهدف التنقيص منها، ودعا إلى أن يقوم كل واحد بدوره تجاه هذه اللغة بأن تكون اللغة العربية لغة محاريب العلم، وشدد على أهمية ألا يجد طلابنا انفصاماً بين تعلم لغتهم العربية ما بين المدرسة والبيت والمجتمع.
وتناول الهتاري في الجزء الثاني من الحلقة نماذج من بلاغة اللغة العربية في القرآن الكريم، وتعتبر كنزاً مليئاً بمعجزة البيان العربي وسرًّا من أسرار القرآن الكريم، ذلك البيان الذي تحدَّى به أرباب الفصاحة والبيان فعجزوا عن أن يأتوا بسورة من مثله.
يُذكر أن البرنامج يبث من الأحد إلى الخميس ، ويقدمه يوم الخميس الإعلامي عبد الله البوعينين، والإعلامي أحمد الجربي، ويعده محمد الهجري، ومن التنفيذ على الهواء أدهم المالح، ومن التنسيق والمتابعة توفيق أسامة.
أبان د. الهتاري عن أوجه الجمال البلاغي في القرآن الكريم بدءًا من الانسجام الصوتي بين ألفاظه وكلماته، فلا يوجد تنافر صوتي بين آياته، مرورًا ببلاغة الحركات الإعرابية والأوجه النحوية والصرفية، كذلك اختياره للمفردات القرآنية فإنه إنما يختارها بدقة متناهية في موضعها وبحسب سياقها الذي وردت به، كذلك الاختلاف بين وجوه القراءات القرآنية المختلفة التي تحقق الإعجاز والبلاغة في أعلى مستوياتها.
المصدر: صحيفة الشرق